يعقوب: ضعف الطرح بـ«غزل المحلة» رسالة للحكومة أن السوق تحتاج لتغيير شامل وإعادة هيكلة

توقع عدد من خبراء ومحللى أسواق المال، تأجيل برنامج الطروحات الحكومية فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البورصة حاليا، خاصة أن عدم نجاح طرح شركة نادى غزل المحلة، لن يشجع الحكومة على طرح شركات جديدة فى الوقت الحالى، موضحين أنه يجب رفع كفاءة السوق وإزالة العوائق واضافة محفزات قبل البدء فى برنامج الطروحات حتى تحقق المرجو منها.

قالت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة «ثرى واى» لتداول الأوراق المالية، إن فكرة برنامج الطروحات الحكومية فى الظروف الحالية سواء الداخلية أو العالمية لن تؤتى ثمارها المتوقعة، خاصة مع الضغوط التى تمر بها جميع الأسواق على مستوى العالم، مضيفة أن البورصة المصرية استبقت الأسواق منذ سنوات فى الهبوط مع غياب الدور المؤسسى وتخارج الأجانب نتيجة للضغوط الداخلية وعدم وجود محفزات.

وأكدت يعقوب، ضرورة وجود خطة واضحة من جانب مؤسسات الدولة لتغيير شامل فى ملف البورصة، من إزالة العوائق وإضافة محفزات وعدم التدخل فى آليات التداول، بحيث يتم توجيه رسالة واضحة من الدولة بذلك للمستثمرين، قبل البدء فى برنامج الطروحات حتى تحقق المرجو منها.

وأوضحت أن ضعف الاقبال على طرح نادى غزل المحلة يعد رسالة للحكومة أن السوق تحتاج إلى تغيير شامل وإعادة هيكلة، قبل البدء فى خطة الطروحات الحكومية، مرجعة أسباب فشل الاكتتاب إلى أن عملية الترويج والتسويق للطرح لم تكن بالحجم الكبير، كما أن الحالة النفسية للمستثمرين لا تتجه لضخ سيولة جديدة فى السوق، خاصة مع وجود أصول أخرى «رخيصة»، وأكثر جذبا.

ولم يحقق اكتتاب نادى غزل المحلة القيمة المستهدفة والمقررة لزيادة رأس مال الشركة بنحو 98 مليون جنيه، موزعة على نحو 1000 مكتتب بحد أدنى، وذلك قبل يوم واحد من نهاية المهلة المحددة لانتهاء مدة الاكتتاب العام.

وجمع اكتتاب غزل المحلة لكرة القدم قبل يوم واحد من انتهاء المدة 8.8 مليون جنيه من خلال 650 مكتتبا، وهى قيمة تقدر بنحو 15% من القيمة المستهدفة، ما دفع مدير الطرح لزيادة الحد الأقصى للحصول على الأسهم من مليونى جنيه إلى 15 مليونا، لإتاحة الفرصة لدخول مكتتبين ذوى ملاءة مالية كبيرة.

وأشارت يعقوب إلى أن مد الاكتتاب لن يكون له جدوى ولن يؤتى بثماره بتغطية كبيرة لهذا الاكتتاب فى ظل الضغوط الحالية التى تمر بها السوق، خاصة مع المبيعات القوية من جانب الاجانب والتخارج من السوق، ما يلقى بظلال سلبية على نفسية المتعاملين، موضحة أنه يمكن أن تتم تغطية الاكتتاب، «لكن لا أعتقد ان يتم التغطية بصورة كبيرة».

وأعلنت البورصة اليوم، عن موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية على تعديل فترة نهاية الاكتتاب والحد الأقصى لعدد الأسهم التى يتم الاكتتاب فيها بالنسبة للمكتتب الواحد لشركة غزل المحلة لكرة القدم، بحيث يتم غلق الاكتتاب يوم 14 أغسطس المقبل، وأن تكون أقصى كمية يكتتب فيها المكتتب الواحد 15 مليون سهم».

من جانبه قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة نعيم للوساطة فى الأوراق المالية، إن ضعف الاقبال على طرح نادى غزل المحلة ليس مقياسا لبرنامج الطروحات، خاصة ان اختيار الطرح ليس الأفضل، كما أن الوقت لم يكن مناسبا لهذا النوع من الطروحات، «التوقيت الحالى صعب وكان يحتاج لطرح نوعية أخرى من الشركات يكون عليها إقبال من المستثمرين، ولكن فكرة طرح نادى كرة قدم مشجعينه محدودون فى مدينة محددة كان يحتاج إعادة نظر».

وأضاف النمر، أن ضعف الاقبال على الطرح سيؤدى لتأجيل برنامج الطروحات، خاصة أن برنامج الطروحات تم تأجيله أكثر من مرة على مدى 6 سنوات، موضحا أن السوق تحتاج طرح شركات جديدة وتكون كبيرة لديها ميزة تنافسية وعليها طلب من المستثمرين، «بغض النظر عن وضع السوق، جودة الشركة محل الاكتتاب هى التى تخلق الطلب».

وأوضح أن الوقت دائما مناسب للطرح فى البورصة، لافتا إلى نجاح طرح شركة فورى فى عام 2019 رغم أن السوق حينها لم يكن فى أفضل حالاته ولكن جودة الشركة ساعدت فى تجاهل المستثمرين وضع السوق السيئ، وكان هناك طلب حقيقى على الاكتتاب وارتفع السعر بعد الطرح.

وأشار إلى أن مد الاكتتاب لن يكون له تأثير كبير، ولكنه يعطى فرصة لجهة ما من الصناديق الاستثمارية بأن تتدخل وتغطى الاكتتاب، «ولكن لا أعتقد أن يكون هناك إقبال من جهة الافراد على الاكتتاب فى النادى».

من جانبها أرجعت منى مصطفى، مدير التداول بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، فشل طرح نادى غزل المحلة إلى أنه لم يكن الكيان الناجح الذى يجذب المستثمر لضخ استثماراته فيها، «ولكن هذا ليس معناه أن ذلك ينطبق على باقى الطروحات إلا إذا كانت فى نفس مستوى نادى غزل المحلة.

وأشارت إلى أن ملف الطروحات به شركات كثيرة منتجه وتحقق أرباحا «وإقبال المستثمر على المشاركة فى الطرح يتوقف على قدرة الكيان فى تحقيق عائده المنتظر منه».

وتوقعت مصطفى، أن يتم تاجيل برنامج الطروحات فى ظل الظروف الحالية للسوق، كما أن تجربة طرح نادى المحلة لن تشجع الحكومة على طرح جديد فى الوقت الحالى، مشيرة إلى تأجيل برنامج الطروحات منذ 6 سنوات.

وتابعت أن الشركات التى يمكن ان تحقق أداء جيد عند طرحها هى بنك القاهرة وشركة إنبى للبترول، ولكن ليس فى الوقت الحالى، مؤكدة ضرورة رفع كفاءة السوق أولا ثم التفكير فى تعزيز هذه الكفاءة بطرح شركات أكثر قوة، والترويج لهذه الشركات بشكل احترافى ومنظم، خاصة أن المستثمرين ليس لديهم ثقة فى السوق المصرية، ولكن عندما يكون وضع السوق صحيا وآمنا للاستثمار فيه، ستضخ الأموال تلقائيا.

وأوضحت أن مد الاكتتاب ليس له فائدة، ولكن يمكن أن يشترى صندوق حكومى حصة تغطى جزءا من الاكتتاب، حتى تستطيع وزارة قطاع الأعمال قيد الشركة فى السوق وعليه يبدأ العرض والطلب.

وكانت وزارة قطاع الأعمال أعلنت فتح باب الاكتتاب العام لشركة نادى غزل المحلة لكرة القدم، (أول شركة كرة قدم تطرح فى البورصة المصرية)، عن طريق زيادة رأسمالها بقيمة 98 مليون جنيه بسعر 1.02 جنيه للسهم، اعتبارا من اليوم الأحد 12 يونيو 2022 وحتى الأول من يوليو 2022، حيث تتولى شركة برايم كابيتال ترويج وتغطية الاكتتابات «مدير الطرح».

ونجح الاكتتاب الخاص فى جمع 37 مليون جنيه، من خلال مستثمرين مصريين بقيادة شركة مصر للتأمين ومستثمرين عرب من خلال كويتيين وسعوديين.