استنفار عام فى الحكومة والقطاع الخاص استعدادا لقمة المناخ العالمية

خبراء ومستثمرون: نجاح الحدث العالمى يؤكد قدرة مصر على تنظيم المؤتمرات الدولية المهمة.. ويصب بشكل مباشر فى مصلحة السياحة والاقتصاد

المؤتمر يمثل انطلاقة تاريخية للسياحة المصرية وبدء العمل البيئى المميز للمنتجعات المصرية

حالة من الاستنفار العام أعلنتها جميع الأجهزة الحكومية المعنية بالتعاون مع ممثلى القطاع السياحى الخاص استعدادا لانعقاد مؤتمر قمة المناخ العالمية « COP 27» التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر القادم.

وأعلنت شرم الشيخ مبكرا حالة الطوارئ القصوى لإنهاء الاستعدادات اللازمة وتجهيز كل المتطلبات الأساسية لضيوف المؤتمر الذى سوف يحضره قادة وملوك العديد من دول العالم.

ويتم حاليا تنسيق مشترك على أعلى مستوى بين جميع الجهات المعنية للاطمئنان على جميع التجهيزات والاستعدادات لإخراج المؤتمر بالصورة التى تليق بمصر وهو ما يأتى فى إطار حرص وجهود جميع أجهزة الدولة فى هذا الشأن.

ويؤكد خبراء ومستثمرو السياحة على أن نجاح هذا المؤتمر سوف يكون له بالغ الأثر فى التأكيد على قدرة مصر لتنظيم المؤتمرات الدولية الهامة، كما أنه يمثل استمرارا لنجاحات مدينة شرم الشيخ السابقة فى استضافة العديد من المؤتمرات الدولية الهامة، وأن ذلك يصب بشكل مباشر فى مصلحة السياحة المصرية والاقتصاد المصرى بوجه عام.

وتجرى حاليا على قدم وساق التجهيزات والاستعدادات السياحية لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27» بمدينة شرم الشيخ.. كما يتم استثمار الزخم الذى سيشهده المؤتمر للترويج للمقصد السياحى المصرى وإبراز ما تبذله الدولة المصرية من جهد نحو حماية البيئة والسياحة الخضراء الصديقة للبيئة وتحقيق التنمية المستدامة ولا سيما فى ظل ما سيشهده المؤتمر من مشاركة وحضور قوى من قبل مشاركين ووفود المؤتمر.

ويعقد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار بصفة أسبوعية اجتماعا دوريا مع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء للوقوف على ما تم من تجهيزات واستعدادات سياحية لاستضافة مصر لهذا الحدث العالمى الهام استكمالا لسلسلة الاجتماعات واللقاءات التى يعقدها الوزير مع الوزارات والجهات المعنية لمتابعة الاستعدادات والتجهيزات السياحية لاستضافة مصر للمؤتمر.

ويطمئن العنانى على آخر مستجدات تحويل المنشآت الفندقية بمدينة شرم الشيخ إلى فنادق خضراء ودور اللجنة الدائمة التى تم تشكيلها من الوزارة لمراجعة ومتابعة الإجراءات والاشتراطات التى يتم تطبيقها فى المنشآت الفندقية بمدينة شرم الشيخ استعدادا لهذا المؤتمر ومن بينها مراجعة للاشتراطات الصحية المطبقة فى هذه المنشآت ومدى الالتزام بجودة مستوى الخدمات السياحية المقدمة بها، إلى جانب مدى التزامها برفع كفاءة سرعة الإنترنت بها والمحددة وفقا لتصنيف كل منها وذلك تنفيذا للقرار الوزارى الصادر فى هذا الشأن. كما يستعرض ما تم تنفيذه من أعمال لإعلان مدينة شرم الشيخ مدينة خضراء صديقة للبيئة تحافظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية.

ومن جانبه قال أنور هلال نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء إن هناك تعاونا غير مسبوق والعمل بروح الفريق بين الحكومة والقطاع الخاص وبمثابة خلية نحل مستمرة للعمل المكثف فى شرم الشيخ استعدادا لمؤتمر المناخ العالمى الذى سيعقد فى نوفمبر القادم.. مشيرا إلى أن جميع الاجهزة الحكومية تعمل على قدم وساق لإنجاح هذا الحدث العالمى الذى سيساهم فى وضع مدينة شرم الشيخ فى المكانة اللائقة التى تستحقها،

خاصة أنه يعتبر أكبر مؤتمر تستضيفه شرم الشيخ منذ عدة سنوات وتحديدا منذ انعقاد مؤتمر السكان فى تسعينيات القرن الماضى.

وأضاف هلال أن هناك اهتماما كبيرا من جميع الاجهزة الحكومية ومحافظة جنوب سيناء بإنهاء تطوير جميع أعمال البنية الأساسية والمرافق فى كل أنحاء شرم الشيخ حتى يستمتع الضيوف بالمقومات والامكانيات السياحية التى تتمتع بها شرم الشيخ.. مشيرا إلى أن جميع الفنادق والمنتجعات السياحية بجنوب سيناء اعلنت حالة الطوارئ استعدادا لهذا المؤتمر.. كما أن هناك اجتماعات مستمرة على مستوى القيادات الحكومية لتذليل أية عقبات والعمل على خروج هذا المؤتمر العالمى بأفضل صورة ممكنة ليكون هو حديث العالم كله خلال الفترة القادمة.

وأوضح أن مؤتمر التغيير المناخى سيعيد الاتزان للمقصد السياحى المصرى وسيباع المنتج السياحى بالسعر الذى تستحقه مصر خاصة أن المؤتمر سيستضيف العديد من قادة العالم والمتخصصين فى شئون التغيرات المناخية على مستوى العالم. لافتا إلى أنه يجب تغيير الثقافة العامة لدى المواطنين والعاملين بالسياحة لكى تحصل مصر على نصيب عادل من حركة السياحة العالمية.. مشيرا إلى أنه يجب تغيير ثقافة البشر أولا ثم تغيير ثقافة العاملين بقطاع السياحة وكيفية تعاملهم مع السائحين والاهتمام بالبنية الاساسية وخاصة الطرق وكذلك الاهتمام بتطوير جميع المحلات والمنتجعات السياحية المختلفة والقضاء على الظواهر المسيئة لقطاع السياحة مثل الخرتية والفوضى والتحرش وهو ما يساهم فى الارتقاء بالمنتج السياحى المصرى فى شرم الشيخ وهى بداية جيدة للمقصد السياحى المصرى.

وتابع هلال أننا لو نجحنا فى الوصول بشرم الشيخ لنموذج للسياحة الطبيعية قبل انعقاد هذا الحدث العالمى الكبير وكذلك القضاء على جميع الظواهر السلبية التى تؤثر بالسلب على السياحة حتى يشعر السائح بالأمان سنكون قد حققنا الهدف والنتائج الإيجابية المطلوبة من إقامة هذا الحدث العالمى الكبير الذى ستحضره مؤسسات عالمية وجمعيات أهلية متخصصة فى سيكولوجيات مؤتمر المناخ.

وأضاف أن الجميع فى شرم الشيخ يتعامل بمبدأ الكل فى واحد والجميع يسعى لإنجاح مؤتمر المناخ.. مشيرا إلى أنه يتم حاليا إعادة تقييم لجميع الفنادق والمنتجعات السياحية والتأكد من جودة الخدمات المقدمة لجميع السائحين بصفة عامة وللضيوف بصفة خاصة وكذلك خدمات الانترنت والواى فاى والفايبر.

وحول الأسعار التى ستباع بها الغرف الفندقية فى شرم الشيخ اثناء وبعد المؤتمر اوضح انور هلال أنها اسعار تتناسب مع الخدمة المقدمة للضيوف وهى تقل كثيرا عن الأسعار التى يحصلون عليها فى أوروبا.. مشيرا إلى أن الاسعار تخضع للعرض الطلب ويجب ان يتناسب السعر مع الخدمة المقدمة حتى لا يفقد المقصد السياحى سمعته، ولذا يجب الاهتمام بجودة الخدمات المقدمة للضيوف والتى تشمل الانترنت والواى فاى كخدمة أساسية.

وقال إن نجاح المؤتمر يضع مصر فى مكانة كأفضل المقاصد السياحية المتميزة وينقل شرم الشيخ نقلة كبيرة.. لافتا إلى أن تطور المنتج ينعكس بالإيجاب على المقصد السياحى خاصة أنه منذ يناير ٢٠١١ لم يشهد المنتج السياحى أى تطور بل شهد تراجعا كبيرا .

ولفت إلى أنه جارٍ العمل على تحويل المنشآت الفندقية بمدينة شرم الشيخ إلى فنادق خضراء، والتأكيد على ضرورة التزامها بجودة مستوى الخدمات السياحية المقدمة بها وبتطبيق الاشتراطات الصحية، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة التزامها بالقرار الوزارى الصادر بشأن رفع كفاءة سرعة الانترنت بها والمحددة وفقا لتصنيف كل منها.